برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهم الله -، تشهد الرياض اليوم الثلاثاء توقيع (اتفاق الرياض) بين الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي وذلك بحضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ووفدي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.
ويأتي اتفاق الرياض متوجاً للجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لتحقيق مصلحة اليمن أرضاً وإنساناً لنبذ الفرقة وتوحيد الصفوف لتحقيق الأمن والاستقرار وبدء مرحلة البناء والتنمية.
وأكد وزير الخارجية للجمهورية اليمنية محمد عبدالله الحضرمي أن الاتفاق خطوة مهمة للحفاظ على الثوابت الوطنية واستعادة الدولة اليمنية بكامل سلطاتها ومؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال الحضرمي في حديث لـ «الرياض» عشية ليلة توقيع اتفاق الرياض: إن الاتفاق واضح ونص على الالتزام بالمرجعيات الثلاث بما فيها مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة في المحافظات المحررة.
وأشاد وزير الخارجية اليمني بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتوحيد الصف اليمني. ونوه الحضرمي بالدور الفاعل لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع في التوصل لاتفاق الرياض.
وقال الوزير: «اتفاق الرياض خطوة إيجابية في معركة اليمن المصيرية مع المشروع الحوثي الانقلابي المدعوم من إيران». وأشار إلى أنه بناء على اتفاق الرياض سيتم تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيرًا مناصفة بين الشمال والجنوب.
وفيما يلي نص الحوار:
- كيف ترى الأهمية التي يشكلها اتفاق الرياض والذي سيوقع اليوم الثلاثاء برعاية المملكة للوصول ليمن موحد؟ وما المأمول من هذا الاتفاق لمستقبل اليمن؟
- يعد اتفاق الرياض خطوة مهمة للحفاظ على الثوابت الوطنية واستعادة الدولة بكامل سلطاتها ومؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك من أجل لملمة الجهود لتصحيح المسار والتصدي للمشروع الإيراني الحوثي التوسعي في اليمن. وهذا باختصار هو جوهر الاتفاق.
ومن أجل تحقيق ذلك، فقد أكد اتفاق الرياض على المرجعيات الثلاث المتفق عليها لا سيما مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن بما في ذلك مجلس النواب. كما أكد أيضاً على الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي، وضم كافة التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة في قوام وزارتي الدفاع والداخلية.
ولعل أهم ما سيحققه الاتفاق إذا ما تم الالتزام بكافة بنوده هو معالجة تبعات وإزالة جذور ومسببات الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدن من تمرد مسلح في أغسطس الماضي وما تبعه من مضاعفات حرفت مسار تحالف دعم الشرعية. ونحن هنا نقدر كثيراً جهود قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي كان لها الدور الأبرز في التوصل إلى اتفاق الرياض والذي سوف يساهم في توحيد الصفوف والتغلب على الانقلاب الحوثي الإيراني والتوصل إلى اليمن الاتحادي الجديد الذي يعد الضامن الوحيد لتحقيق المواطنة المتساوية والعيشة الكريمة لكل أبناء الشعب اليمني والتوزيع العادل للسلطة والثروات.
- ما أهم البنود التي تم الاتفاق عليها بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية؟
من أهم ما توصل إليه الاتفاق هو اعتماد الثوابت الوطنية والمرجعيات الثلاث والتشديد على أن أي مشروع يخالف هذه الثوابت والمرجعيات مرفوض، وأن التطلعات المشروعة لأي فصيل أو مكون سياسي مكفولة بالدستور ولكن في الإطار السلمي وليس بقوة السلاح.
والاتفاق ككل، باعتباره وحدة واحدة، سيعمل على ضمان إزالة جذور الإشكاليات السابقة وتبعاتها المتمثلة بشكل كبير، ضمن جملة أمور، في وجود تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة وعدم تمكن الحكومة من ممارسة سلطاتها الكاملة في العاصمة المؤقتة عدن. وهذه الإشكاليات بفضل الاتفاق سيتم تجاوزها. لن يستقيم الأمر دون الالتزام بالثوابت الوطنية وتوحيد الصفوف ضد ميليشيات الحوثي ومشروعها المدعوم من قبل إيران. وأملنا كبير في أن يحقق هذا الاتفاق الوحدة الوطنية ضد المشروع الإيراني في اليمن.
- كيف ترى الدور الذي قامت به المملكة في إدارة الحوار بين الأطراف اليمنية حتى تم التوصل لاتفاق الرياض؟
- قامت المملكة العربية السعودية الشقيقة بصفتها قائدة تحالف دعم الشرعية في اليمن بجهود حثيثة نقدرها كثيراً. وكان لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع دور فاعل في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي نعتبره خطوة إيجابية غاية في الأهمية في معركتنا المصيرية مع المشروع الحوثي الإيراني في اليمن.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهت عملية الحوار منذ انطلاقها وحتى الوصول لصيغة متفق عليها؟
- أرى بأنه من المهم الآن التركيز على ما يجمعنا في إطار الثوابت الوطنية وليس على ما يفرقنا. والأهم هو تنفيذ الاتفاق والالتزام بمضامينه.
- ماذا سيعطي الاتفاق للمجلس الانتقالي الجنوبي؟ بمعنى هل سيكون هناك تقاسم للسلطة؟ أم سيؤدي هذا الاتفاق لقيام حكم ذاتي للجنوب خاضع للحكومة اليمنية الشرعية؟
- الاتفاق واضح ونص على الالتزام بالمرجعيات الثلاث بما فيها مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة في المحافظات المحررة. ومن ضمن ذلك تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيرًا مناصفة بين الشمال والجنوب بشكل عام وليس حصراً على المجلس الانتقالي أو غيره يقوم بتعيينهم فخامة رئيس الجمهورية. اتفاق الرياض لم يتم من أجل تغيير شكل الدولة أو تثبيت واقع جديد مخالف للثوابت الوطنية، بل أتى من أجل الحفاظ على هذه الثوابت ومنها أمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية وإزالة كل المعوقات السابقة وتجاوزها من أجل توحيد الصفوف ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن.
- ما الأثر المتوقع من اتفاق الرياض في حرب اليمن الهادفة للقضاء على ميليشيات الحوثي بدعم دول التحالف؟ وهل يمكن أن يساهم هذا الاتفاق في تسريع عمليات المواجهة والقضاء على الميليشيا الحوثية؟
- أهم ما سيسهم فيه هذا الاتفاق هو توحيد صفوف الشرعية وإعادة تصحيح مسار تحالف دعم الشرعية من أجل التصدي للخطر الحوثي الإيراني في اليمن. ولذا فإننا نتطلع إلى أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق بكامل بنوده من أجل عودة الدولة بقوة لمواجهة هذا الخطر وإزالته.